الإثنين ديسمبر 15, 2025

إزاحة الستار عن تمثالين للملك أمنحتب الثالث بالأقصر بعد ترميمهما

وإعادة تركيبهما

Elfasla Team

السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، شهد إزاحة الستار عن تمثالين ضخمين من الألبستر للملك أمنحتب الثالث، وده بعد ترميمهم، وإعادة تركيبهم، ورفعهم بموقعهم الأصلي بالصرح الثالث بالمعبد الجنائزي للملك بالبر الغربي بالأقصر.


التمثالين بيُصوِّرا الملك أمنحتب الثالث جالس، ويداه مستقرّتان على فخذيه، ولابس غطاء الرأس «النمس» وعليه التاج المزدوج والنقبة الملكية ذات الطيات، ودقنه بتذينها لحية احتفالية.


وبالإضافة للتمثالين، في عدد من تماثيل الملكات، تتقدمهم الزوجة الملكية العظمى «تي»، وتماثيل للأميرة «إيزيس» والملكة الأم «موت إم ويا». وتزيّنت جوانب العرش بمنظر «السماتاوي» اللي بيرمز لتوحيد مصر العليا والسفلى، مع بقايا ألوان أصلية ما زالت ظاهرة على بعض العناصر الزخرفية.


وزير السياحة والآثار عبّر عن سعادته بالإنجاز اللي اتحقق، وأكد إن المشروع بيمثل خطوة مهمة في الحفاظ على واحد من أهم معالم الحضارة المصرية، وبيساهم في دعم مكانة الأقصر كوجهة سياحية وثقافية عالمية. كمان أكد على إن التعاون المصري الألماني نموذج ناجح للتعاون الدولي في مجال الحفاظ على التراث.


وفي ختام كلمته وجّه الوزير الشكر للعاملين بالموقع، تقديرًا لجهودهم الاستثنائية، وتعاملهم مع آلاف الأطنان من الأحمال التقيلة، اللي بتعكس حجم التحديات اللي واجهوها.


كمان الوزير كرم الدكتورة هوريج سوروزيان، بشهادة تقدير من وزارة السياحة والآثار، تقديرًا لجهودها وعطائها المتميز على مدار السنين اللي فاتت في إحياء المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث، كمان إهدائها مستنسخ لأحد تماثيل الإلهة سخمت آلهة الحماية، واللي تم الكشف عن عدد كبير من تماثيلها بالموقع خلال فترة إشرافها على المشروع.


والدكتور محمد إسماعيل خالد، قال إن تنفيذ أعمال ترميم وتوثيق وإعادة تركيب ورفع التمثالين الضخمين، استمرت لعقدين من الزمن، فيهم عمليات الترميم تمت بأحدث الأساليب العلمية والمعايير الدولية المعتمدة في مجال الترميم الأثري، لضمان الحفاظ على أصالتهما وقيمتهما التاريخية، وإعادتهما للموضع الأصلي داخل المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث بالبر الغربي في الأقصر.


أعمال الترميم شملت دراسات علمية دقيقة، وتوثيق شامل لحالة التمثالين، وتم استخدام مواد متوافقة مع طبيعة الحجر الأثري، لضمان استدامتهما على المدى الطويل، مع مراعاة الظروف البيئية والمناخية المحيطة بالموقع.


وحالياً بتتم أعمال توثيق وترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم، وقرب الانتهاء من الدراسات اللازمة لتحديد حالة حفظ مقبرة الملكة نفرتاري لإمكانية إعادة فتحها للجمهور.


والدكتور ديترش راو، مدير المعهد الألماني للآثار بالقاهرة، وصف المشروع بأنه واحد من أكبر وأهم المشروعات الأثرية المشتركة، وهو ثمرة تعاون مشترك لفريق دولي ومحلي ضم خبراء مصريين وأجانب.


والدكتورة نايري هابيكيان، قالت إن أبرز التحديات اللي واجهت أعمال المشروع خلال السنين اللي فاتت كانت في التغيير المستمر في منسوب المياه الجوفية، ارتفاعًا وانخفاضًا، وده احتاج حلول هندسية وفنية دقيقة للحفاظ على استقرار الموقع الأثري.


وقالت كمان أنه تم تدريب وتأهيل أكتر من 30 مرمم مصري خلال المشروع، وتم استقطاب 10 مهندسين معماريين للعمل في مجال الآثار.


وقالت الدكتورة هوريج سورزيان، إن البعثة كانت قد عثرت على مدار سنوات عملها بالمشروع على أجزاء من التمثالين بصورة متفرقة بالموقع، ولكنهم كانوا في حالة سيئة من الحفظ ، وكان غامرهم الطمي والمياه المالحة، وتم استعادة بعض الكتل الجرانيت المكونة لقاعدة التمثالين، من المتحف المفتوح بمعابد الكرنك.


وأضافت إنه في 2006 بدأ فريق عمل المشروع في تنظيف التمثالين وإجراء أعمال المسح الثلاثي الأبعاد، وإعادة تركيب الكتل المتفرقة المكونة ليهم حتى تم إعادة تركيبهما ورفعهما اليوم في 2025 في مكان عرضهما الأصلي بالمعبد. ويتراوح ارتفاع التمثالين ما بين 13.6 و14.5متر.

مشروع الحفاظ على تمثالي ميمنون ومعبد الملك أمنحتب الثالث شمل عدد من الأعمال من أبرزها ترميم وإعادة تركيب ورفع زوج من التماثيل الجالسة المصنوعة من الكوارتزيت عند مدخل الصرح الثاني، ورفع تمثالين ملكيين واقفين من الكوارتزيت عند البوابة الشمالية لحرم المعبد. 


وتم العثور على 280 تمثال وأجزاء تماثيل للإلهة سخمت ذات الرأس الأسد، وتوثيقها وترميمها، وهي حاليًا في انتظار عرضها بفناء الأعمدة بالمعبد، كمان تم اكتشاف وإنقاذ تمثالين من تماثيل أبو الهول من الحجر الجيري وجاري العمل على ترميمهما، بالإضافة لوضع خطة شاملة لإدارة الموقع وحمايته.


جدير بالذكر إن المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث، المعروف بـمعبد ملايين السنين، اتبنى في النصف الأول من القرن الـ 14 قبل الميلاد على مدى 39 عام من فترة حكمه. ويعتبر هو  المعبد الأكبر بين المعابد الجنائزية وأكثرها ثراءً في عناصره المعمارية والتجهيزية. وقد تعرّض المعبد لانهيار نتيجة زلزال عنيف في عام 1200 قبل الميلاد، وبقاياه تم استخدامها كمحجر في عصور لاحقة، قبل ما تتأثر أطلاله بالسيول اللي غطت تدريجيًا بطبقات الطمي النيلي عبر الزمن.


وماتبقاش من معالم المعبد في مواضعها الأصلية غير التمثالين العملاقين للملك أمنحتب الثالث عند مدخل حرم المعبد المدمَّر المعروفين بتمثالي ممنون. أما باقي الآثار فكانت مدمرة، وغارقة في المياه المالحة، ومحاطة بنباتات مسببة للحرائق، وده بالإضافة لتهديدات التعدي والتخريب. وفي القرن التاسع عشر، استولى عدد من هواة جمع الآثار ومحبي الفنون على العديد من القطع من أطلال المعبد.


ورافق الوزير في الافتتاح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وبحضور الدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار والأستاذة رنا جوهر مستشار الوزير للعلاقات الخارجية والمشرف العام على الإدارة العامة للمنظمات الدولية للتراث الثقافي والتعاون الدولي، والأستاذ محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية، والدكتور بهاء عبّد الجابر مدير عام منطقة آثار البر الغربي، والدكتور ديترش راو مدير المعهد الألماني للآثار بالقاهرة، والدكتورة هوريج سوروزيان مديرة المشروع، والدكتورة نايري هابيكيان مهندسة الموقع، وعدد من قيادات المجلس الأعلى للآثار بالأقصر.


×