السبت فبراير 22, 2025

ليه الـ Bands مابتنجحش في مصر؟

.من الخمسينات لحد النهاردة بيفشلوا

نور صلاح

في جملة شهيرة بيسمعها تقريبًا كل طلبة الجامعات، بيقول فيها الدكتور إن الطلبة لازم يقسِّموا نفسهم مجاميع عشان يشتغلوا على المشاريع، وبيأكِّد إن التقسيمة دي مش عشان يريَّح دماغه -لا سمح الله- من تصحيح مشاريع أكتر، لكن عشان يعوِّدهم على الـ teamwork، اللفظ اللي هيقابلوه طول حياتهم العملية. السؤال بقى هنا، هو مفهوم الـ teamwork موجود في مصر أساسًا في أي مجال؟ وإحنا بندوَّر على إجابة للسؤال ده بصّينا على المجال الفني كمثال ودي كانت النتيجة..

من نص القرن العشرين ظهرت أنواع مختلفة من الفنون، سواء تمثيل أو غنا أو استعراض أو أشعار، ونقدر نقول إن الفترة دي كانت بداية ظهور فرق غنائية كتير في مصر والعالم كله، في منهم اللي اتشهر ومنهم اللي مش أوي، في اللي استمر شوية وفي اللي عطل بدري. الأسباب مختلفة بس النتيجة شبه واحدة، مافيش أي فرقة كمِّلت.

الثلاثي المرح

نقدر نقول عليهم أقدم تلات ستات Strong independent في تاريخ الفرق الغنائية، (وفاء) و(صفاء) و(سناء) اتخرجوا سوا من معهد الموسيقى وبدأوا سنة 1958 يغنّوا سوا أغاني خفيفة ومرِحة تناسب شريحة واسعة من الجمهور، وكان للتلاتة مع بعض أداء مميز قريب من القلب. أغانيهم كانت مناسبة لو عايز تفرفش، في فرح بقى أو عيد ميلاد أو أي مناسبة.

اشتغلوا في فترة مع فرقة رضا وعملوا استعراضات، وكانوا أصحاب الفقرة الأولى في معظم حفلات ليالي رمضان، وفي مشوارهم، اللي استمر حوالي 20 سنة، اتعاونوا مع شعراء زي "صلاح جاهين" و"مرسي جميل عزيز" و"منير مراد" وغيرهم. التلات بنات شاركوا "عبد الحليم حافظ" في أغنية ضحك ولعب وجد وحب، وأغنية التليفزيون اللي بدأ بيها فيلم صغيرة على الحب، وغنّوا بالعراقي أغنية أسعد يوم، وغنّوا بالليبي يا للعنب، وزاروا الأردن وسجِّلوا هناك برضه.

نهاية الفرقة جت لمَّا كل واحدة من البنات التلاتة قررت تفتح بيت وتستقر، واحدة اتجوزت وسافرت الخليج، والتانية اشتغلت مُدرِّسة، والتالتة فضَّلت تعتزل رغم إنها اتجوزت مخرج شهير.

من أحلى الحاجات اللي غنّوها: وحوي يا وحوي، افرحوا يا بنات، حلاوة شمسنا، العتبة جزاز، أهو جيه يا ولاد. 

ثلاثي أضواء المسرح

مع التلاتة independent women ظهر رجالة independent برضه، "جورج سيدهم" و"الضيف أحمد" و"سمير غانم" اللي اكتشفهم المخرج "محمد سالم" وكوِّنوا فريق ثلاثي أضواء المسرح في نهاية الخمسينيات واستمروا عشر سنين بس لكن نصيبهم من الشهرة كان كبير.

ورغم إن الفرقة انتهت من حوالي 50 سنة إلا إنهم لسَّه مميزين بإسكتشاتهم الغنائية المرحة، زي لو كانوا سألونا. الثلاثي قدِّم كمان مسرحيات مش مشهورة أوي زي الإسكتشات، منهم: طبيخ الملايكة، فندق الأشغال الشاقة، حواديت. 

الفرقة كانت محققة نجاحات كبيرة وبدأ "سمير" و"جورج" يعملوا مسرحيات سوا، لكن لأن الحياة ليست بهذه البساطة، ساب الضيف "أحمد" عالمنا واتحلِّت الفرقة سنة 1970.

النهار

كلنا سمعنا "مدد مدد مدد، شدّي حيلك يا بلد"، وشوية مننا عرفوا إن محمد نوح هو مغنّيها، لكن اللي مش معروف إن "نوح" كان مغنّيها مع أولاده "سحر" و"مريم" و"هاشم" في إطار فرقتهم الموسيقية، النهار.

الفرقة كانت متأثرة بالمرحلة الزمنية دي في مصر، السبعينات، فـ كانت طبيعة أغانيهم ثورية وحماسية، وأهمهم طبعًا "مدد مدد" اللي لاقت نجاح كبير، اتشهرت الفرقة بسببها، واستخدموها في تشجيع المنتخب في تصفيات كاس العالم سنة 1978. الفرقة صدر لها ألبومين، هما لا تنسا والصبر طيب، بس جت نهايتها غير متوقعة وروتينية أوي بجواز "سحر" و"مريم" في التمانينات.

فرقة المصريين

قعدة جمعت "نجيب محفوظ" بـ "هاني شنودة" كانت السبب في تكوين فرقة المصريين، الأخير سمع مزيكا "شنودة" الغربية اللي إيقاعها سريع، فـ قاله: ما تعمل حاجة عربي؟

من هنا فكَّر "هاني" في تقديم حاجة يغيّر بيها شكل المزيكا، أو على الأقل يعبَّر عن نفسه. في الأول عمل ألبوم غنائي لـ "محمد منير" في بداياته لكن فشل، فـ غنّا الأغاني نفسها بعدما كوّن فريق، فنجح هو وفرقته نجاح عظيم.

الفريق كان مكوَّن من "إيمان يونس" أخت "إسعاد يونس"، "منى عزيز"، "تحسين يلمظ"، "ممدوح سالم"، "صلاح جاهين", و"عمر فتحي".

كانت لهم ألبومات ناجحة كتير، منها: بحبك لا، حرية، بنات كتير، أبدأ من جديد، ماشية السنيورة، وحظ العدالة.

نهاية الفرقة ماجتش مفاجئة أو على مرَّة واحدة، اتجوزت بنات الفرقة واحدة واحدة: "إيمان"، وبعدين "منى"، وبعدها توفي "تحسين يلمظ" و"صلاح جاهين". فانتهت الفرقة بشكل رسمي في سنة 1988.

الـ 4M

زي فرقة النهار، الـ 4M فريق مكون من عيلة واحدة, 4 بنات وأخوهم "عزت أبو عوف"، الأربعة أساميهم بتبدأ بالميم عشان كده اتسمَّى الفريق بالإسم ده، البنات هما "منى"، "مها", "منال"، و"ميرفت". سنة 1979 لمَّا "منى" اتجوزت، جت أختها "مريم" بدالها. وبما إن زيتهم في دقيقهم وكلهم إخوات، البروفات كانت بتاخد مكان في جراج البيت، لحد ما اتشهروا في التمانينات من خلال ألبومات زي: "جنون الديسكو"، "الليلة الكبيرة", "مغنواتي", "لا عجبك كدة ولا كدة".

لو فاكر مشهد "محمد فؤاد" في اسماعيلية رايح جاي لما اكتشفه "عزت أبو عوف" وكان السبب في نجاحه، عايزة أقولك إن المشهد ده هو بالظبط اللي حصل في الواقع لمَّا اتعرَّف "فؤاد" على "عزت" بعد حفلة في نادي الشمس سنة 1982. فانضم لفرقة الـ 4M فترة وبدأ مشواره من هنا. الفرقة اتفرَّقت برضه بسبب سفر البعض وجواز البعض الأخر، ومن وقتها لحد دلوقتي كل شوية نسمع خبر أو تصريح من حد من أعضاءها عن رجوعهم، لمَّا نشوف.

وسط البلد

يعتبر أول فريق مستقل، اتكوِّن في 1999 بعد مشاكل مادية كتير وعقابات منها إن أعضاء الفريق ماكانوش لاقيين مكان يتدرَّبوا فيه. فـ كعادة شوارع وسط البلد، استقبلتهم وبقوا يلعبوا مزيكا هناك، ودي كانت بوابة نجاحهم وشهرتهم الواسعة. مزيكتهم برضه كانت جديدة، فــ هما بيلعبوا جاز وشرقي وروك في نفس الوقت.

الفريق متكون من 7 أشخاص، الأكثر شهرة بينهم "هاني عادل"، وليهم 3 ألبومات صدروا بين 2008 و2015، ورغم قلة الإنتاج وإن كل فرد فيهم ليه شغله المنفصل، إلا إنهم لحد دلوقتي مكمِّلين.

التعاون الفني مش مقتصر على الفرق الغنائية بس، سنة 1984 فكَّر المخرج "محمد خان" يجمَّع أكتر من صانع للسينما في مصر ويكوِّنوا "مجموعة أفلام الصحبة" للإنتاج، المجموعة كان فيها أسماء مهمة في صناعة السينما المصرية زي "خيري بشارة"، "بشير الديك"، "عاطف الطيّب" وغيرهم، وبالفعل أنتجوا فيلم الحريف، لكن للأسف كان فيلمهم الوحيد ومش مفهوم لحد دلوقتي سبب إنفصالهم وفشل التجربة المهمة دي. برضه الثلاثي "سمير وشهير وبهير"، اللي بدأوا في فيلم قصير سنة 2002، كانوا أمل للبعض في رجوع الثلاثية في السينما المصرية، لكن إنفصالهم بعد حوالي عشر سنين شغل أكِّد للجمهور إننا مابيعيشلناش ثلاثيات.

 

 

×