طريقة صوفية ووسيلة جسدية وروحية.. ليلة في حضرة المولوية

"طرقتُ بابَ الرجاءِ والناسُ قدْ رقدوا وبتُّ أشكو إلى مولاي ما أجدُ وقلتُ يا أملي في كل نائبةٍ يا منْ عليهِ لكشفِ الضرِّ أعتمدُ أشكو إليكَ أمورًا أنت تعلمها مالي على حملها صبرٌ ولا جلَدُ." 

سمعت أبيات الشعر دي في فيديو وأنا بقلب في التيك توك مرة وعلقت في دماغي وقعدت أدور وراها لحد ما اكتشفت إن ده ابتهال، وإن الفيديو اللي عجبني هو فيديو من "ليلة التجلي المولوي".

 كانت أول مرة أسمع عنها، فقررت إني أدور وراها وروحت حضرت ليلة من الليالي للدرويش حسين سليمان في مركز الربع الثقافي، وبعدها وصلت لتعريف لليلة التجلي المولوي، واللي بيتلخص في الجملة دي: "حالة من الزهد وحلقة ذكر وروحانيات"، كل ده بيتجمع في ليلة واحدة، وهي ليلة التجلي المولوي." 

قابلنا الدرويش حسين سليمان وحكالنا حكايته وإنه بدأ من 10 سنين في اللف المولوي، ولكن من 3 سنين بس بدأ يعمل ليالي التجلي.

"المولوية هي طريق من الطرق الإلهية، هي رحلة إلهية كونية. أنت بتتنقل من مكان لمكان تاني, فالانتقال ده من الأرض لربنا. ومعنى كونية نسبة إلى حركة الكون "كل في فلك يسبحون". فهتلاقي الحركة الدائرية معناها جاي من المثل ده "أنا الجسم الذي يدور حول نفسه وتدور حوله الكواكب ويدور حوله الكون أجمع". فلذلك هي رحلة إلهية كونية."، بيقولنا حسين في محاولة لتبسيط معنى المولوية.

الطريقة المولوية أسسها جلال الدين الرومي في فترة الدولة العثمانية، وهي إحدى طرق الذكر اللي بيستخدموا فيها آلة الناي ويرددوا أدعية وآيات من القرآن الكريم للتقرب إلى الله، وبيدور الدرويش لساعات أو دقايق طويلة حوالين نفسه وسط أناشيد وإبتهالات دينية من الفرقة.

"دين العشق لا مذهب له" دي مقولة الدرويش حسين المفضلة لجلال الدين الرومي. يمكن ده اللي بيخلي دايما كل الليالي اللي بيعملها مليانة بالناس ومفيهاش أماكن فاضية؟ وده اللي خلانا نسأله عن ايه الحاجة المشتركة ما بين كل محبين التجلي المولوي؟ 

"مش مجرد جمهور، دول بقوا مريدين خلاص. في ناس معانا بقالهم سنتين ما فوتوش ليلة. ولو فوتوا ليلة احنا بنسأل عليهم، وده هو اللي بيساعد إن الموضوع ينتشر."

الدرويش حسين سليمان.

على الرغم من إن المولوية نشأت في تركيا، لكن وصولها لمصر قدملها هوية مصرية وعرضها كمان لمشكلات زي المنع. بيقولنا "حسين": "هي كانت موجودة في مصر لحد ، وكان آخر شيوخها في مصر هو الشيخ محمد غالب، بعدها الدولة العثمانية كان في بينها وبين مصر مشاكل، فوقفوا الطريقة المولوية خالص واتمنعت زي حظر تجوال، لحد ما اختفت واحدة واحدة، لكن محبيها قدروا يحافظوا  على وجودها حتى ولو بشكل مستتر.

هل الزهد أساس المولوية؟ 

حالة الزهد اللي بتبقى مسيطرة على الدرويش وعلى الحضور وعلى القصائد، هي الأساس في الطريقة المولوية. عشان المولوية طريقة من الطرق الصوفية، وأساس الشعائر الصوفية هي الدعوة إلى الزهد وعدم التمسك بالرغبات الدنيوية والتعلق بالله فقط.

أكتر سؤال كان لازم نسأله وبيخطر على بال أي حد، هو إنك مش بتدوخ و أنت بتلف لأكتر من ساعة وبتكون حاسس بإيه؟ 

"انا بقالي عشر سنين بلف مولوية، اتمرنت عليها بدل المرة مليون، ممكن يكون ربنا اللي خلاني أتعود، لكن أنا من عشر سنين مكنتش أقدر ألف دقيقتين. وأنا بلف بكون حاسس بحالة من الزهد والروحانية، بتخليني حتى مش عارف أنا لفيت قد إيه."