"مرح" دار نشر علمت الأطفال معنى المرح

بيقولوا لو معرفتش تشرح فكرتك لطفل عمره 6 سنين، يبقى أنت أصلًا لسه مفهمتهاش، أصل فكر فيها هتشرح لطفل معنى الانتماء إزاي؟ طبعا لازملك حدوتة، فمثلا هتبدأ تفرجه على بكار اللي بيحب أهله ومدرسته، وتحكيله عن الشجاعة  في قصص أبو زيد الهلالي، ولما يكبر حبة لازم تحكيله عن التضحية في قصص نصر أكتوبر.

خليني احكيلك عن حدوتة أبطالها 3 أصحاب خالد عبدالحميد، أحمد خير، وعلي شعث، اللي قضوا حياتهم بيحلموا يكون عندهم دار نشر لكتب الأطفال، ولما بتيجي 2010 بيحطوا أول طوبة في حلمهم، وبسبب الثورة بيتأجل الحلم. 

بيرجعوا يحاولوا تاني في 2013 بس شعث بيتوفى والحلم بيتأجل تاني، وترجع المحاولات مرة في 2018 ومرة في 2020، لحد ما بتيجي لحظة تحقيق الحلم في مايو 2022 ويتولد لينا دار نشر "مرح" لكتب الأطفال ويتولد معاه أول تحدي.

"كنا عايزين نفتح دار نشر لكتب الأطفال علشان مفيش دور كتيرة، فاكتشفنا وإحنا بنشتغل إن الأطفال مبقتش بتقرأ بالعربي أصلاً."

(خالد عبدالحميد – شريك مؤسس في دار "مرح")

وصفة "مرح" لطبخ الكتب:

جيل جديد، اغتراب ثقافي، وغزو تكنولوجي ممكن نقول عليهم ثلاثية الموت اللي قادرة تهد أي مشروع، بس في قصتنا خالد عبدالحميد وأحمد خير بيعرفوا كويس يظبطوا مقادير طبختهم ويقدمولنا "قلب سلمى" أول حدوتة من دار نشر ""مرح"" اللي مؤلفتها أميمة عزالدين بمساعدة رسوم سالي سمير بيتكلموا عن الانفصال الزوجي بطريقة تناسب الطفل وتقوله إن أهله بيحبوه وهيفضلوا جنبه دايمًا. 

وفي نفس الوقت "مرح" بتقدم لينا "عندما صاح كوكو" من تأليف علياء علي، ورسوم رغدة أسامة، وديوان الشعر "أنا أعرف" تأليف محمد خير، ورسوم سحر عبدالله، وهنا "مرح" بتتأكد إنها عرفت مقاديرها كويس.

"هدفنا إن طول الوقت القصص تبقى مسلية وجذابة مهما كانت تحمل من أفكار، عشان كده دايمًا حريصين على إننا نخرج بره التعليم وبره التوجيه المباشر، أهم حاجة في روح القصص إنها تكون مسلية ودمها خفيف وجذابة حتى ولو بتحمل مشاعر حزن أو مشاعر فقد أو مشكلة كبيرة، أهم حاجة إن يبقي فيها رسوم جذابة وليها لغة سهلة وبسيطة وجذابة."

(خالد عبدالحميد – شريك مؤسس في دار "مرح") 

فكرة الحدوتة .. ازاي "مرح" بتختار قصتها؟

وزي ما الحدوتة فن، فاختيار موضوع الحدوتة هو كمان فن، وفي "مرح" فكرة الحدوتة لازم تكون مظبوطة على الشعرة لأنها بتتوجه لأطفال من سن 3 لـ 12 سنة، وشرطها الوحيد فكرة جديدة بتعلم الطفل مبدأ مهم بالمناقشة مش بالتوجيه.

ولو بصينا على إصدارات "مرح" في السنين اللي فاتت هنلاقيهم أساتذة في تحويل أفكار زي: الحب والقبول، العدل والمساوة، الحرية والتعايش لحواديت مناسبة للأطفال. زي مثلا قصة "عندما صاح كوكو" اللي بتحكي عن حب الذات وقبولها بشكل غير مشروط، وقصة "ليسوا أرقاما" لسالي سمير اللي بتشرح فيها معنى الحرية بإحياءها للقضية الفلسطينية برسوم بسيطة ومميزة مناسبة جدا للأطفال.

"الطفل لما بيتعلق بقصة مش شرط خالص يكتشف الحاجة اللي فيها في وقتها، بس لو هو انجذب ليها هيجي في لحظة ما هيستدعيها لما يحصل موقف قصاده، لما يجي حد يفتح معاه الموضوع ويتناقش .. فيكتشف أنا قريت عن كذا، طالما إن أنت حققت الهدف الأول والرئيسي وخليت القصة تستقر في وجدانه وعقله ومشاعره."

(خالد عبدالحميد – شريك مؤسس في دار "مرح")

خالد عبدالحميد وأحمد خير زي ما اهتموا بالجيل الجديد وقدموا قصص تفاعلية ودواوين شعر، هما كمان فتشوا ودوروا في التراث القديم اللي قدمه صلاح جاهين، عبدالرحيم منصور، يحيى الطاهر عبدالله، وغيرهم، واختاروا قصة يحيى الطاهر عبدالله "مذكرات أرنب الغابة" برسوم سحر عبدالله، تكون أول جزء من سلسلة حلاوة زمان.

وبنجاح السلسلة  ونزول أعداد جديدة منها زي ديوان كروان ، "مرح" قدرت تخلي الأجيال المختلفة بيجمع بينهم ذكريات واحدة.

"النصوص الجيدة ليها مكان برغم صعوبة انتشارها، الأدب زي الحاجات الإبداعية مالهاش متلقي واحد ومالهاش رأي واحد"

(خالد عبدالحميد – شريك مؤسس في دار "مرح")

خالد عبدالحميد وأحمد خير اتعلموا قواعد اللعبة دي كويس أوي وعرفوا إن الحل بدل ما يعاندوا الموبايل يصاحبوه، وزي ما الموبايل بيخلي الطفل يتفاعل، "مرح" عملت أول كتاب تفاعلي ليها "حديث النحل والطيور" تأليف مروة رخا، رسوم سالي سمير، وبقى الطفل اللي مش بيحب يقرأ ولا يستنى كتير على حدوتة قاعد يتعلم ويقرأ بفرحة مش محدودة.

كتاب بالفصحى زي "البوري الحكيم جدا جدا" لفؤاد حداد برسوم سحر عبدالله، أو عامية زي "المرة دي مش حتبوظ" تأليف منة طاهر ورسوم مايا جويلي، مش فارقة، المهم إن الطفل هيقرأ قصة بالعربي ليها فكرة سلسة ومشوقة بتحترم خياله وبتقدر إن الطفل بقى عارف معلومات كتيرة من الموبايل.

"الأطفال بقت سريعة في نقلهم من موضوع لموضوع، وأسرع في إنهم يبصوا على الحاجة، فمش لازم يقرأ كتاب كبير بس يبقى عنده استعداد يقرأ كتاب كبير وهو شاب .. إحنا مش في صراع، إحنا مش بنتخانق مع الشاشات، احنا بنتمنى إن نكمل بعض. المعرفة في الكتب، التسلية في الكتب، كمان التفاعل في الكتب"

(خالد عبدالحميد – شريك مؤسس في دار "مرح") 

وعلى قد ما كان قرار "مرح" في اختيار أفكار تقدميه للأطفال صعب، وعملية الإنتاج مكلفة إلا أن "مرح" قبلت التحدي وقدرت تخلق معدلتها الموزونة وتحافظ على مكانتها كدار نشر بيساعد الأهل في تربية أولادهم، ويمكن من أكتر الحاجات الملفتة اختيارهم لأبطال دايما ظروفهم مش عادية زي "لما رقصت دليلة" تأليف ميراندا بشارة ورسوم تسنيم مرغني، المقتبسة عن قصة حقيقية عن طفلة من ضعاف السمع، القصة بتعلمنا قبول الاختلاف وإنه مش شرط أبدا الناس تكون زي بعض لكن لازم يعرفوا يعيشوا مع بعض، وقصة "ركز يا زيكو" تأليف ميراندا بشارة ورسوم تسنيم مرغني، اللي بتتكلم عن فرط الحركة وبتخلق حلول جديدة ليها.

"لما بيجيلي ريفيوهات عكس بعض بطمن إن أنا عملت كتاب بيثير النقاش، وهو ده الموضوع الناس هتفكر مع أطفالها إزاي يفهموا الدنيا دي"

(خالد عبدالحميد – شريك مؤسس في دار "مرح")

دار "مرح" ورحلتها في معرض الكتاب 2025

ودلوقتي الطبخة أستوت و"مرح" بقيت قادرة تعبر عن نفسها بكتب وفاعليات في معرض الكتاب ويكون ليها لأول مرة في 2025 جناح مليان من القصص والحكايات. وإصداراتها للسنادي هتكون: جزء جديد من سلسلة حلاوة زمان اسمه "ديوان كروان"، "قصة يوسف .. مذكرات من العام الغريب" أول كتاب لليافعين بتقدمه دار "مرح" من تأليف أحمد ثروت ورسوم آية شعراوي، "ركز يا زيكو"، "فتافيت" الجزء التاني من تأليف مادونا وديع ورسوم مصطفي مهدي، "أصفريكو" تأليف ليالي بدر ورسوم هيام صفوت، "خايفين ليه" تأليف ساندرا سليمان ورسوم وليد طاهر، ولسه عبدالحميد وخيرعندهم مبدأ واضح، قصص بتعبر عن الطفل وبس، بتحكي أفكاره، مشاكله، والأهم بتساعده يعبر عن نفسه.